أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد
الله قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله فأقبل علي (ع) فقال النبي صلى
الله عليه وآله: (والذي نفسي بيده، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم
القيامة. ونزلت (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية).
(13).
وأخرج ابن مردويه عن علي (ع) قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله
ألم تسمع قول الله تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم خير
البرية)؟، هم أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب
تدعون غرا محجلين) (14).
وروى ابن حجر في الصواعق المحرقة، وهو من أكبر الناقمين على الشيعة عن ابن
عباس أنه قال، لما أنزل الله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
أولئك هم خير البرية)، قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي (ع): (هم
أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين، ويأتي عدوك غضابا
مقمحين.
قال: من عدوي؟ قال: من تبرأ منك ولعنك.
وروى الحمويني الشافعي في فرائد السمطين إن الآية الكريمة: (إن الذين
آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)، نزلت في علي (ع) فكان أصحاب
محمد صلى الله عليه وآله إذا أقبل علي (ع) قالوا قد جاء خير البرية.
وروى ابن المغازلي المالكي في مناقبه عن ابن عباس، قال: سألت رسول الله
صلى الله عليه وآله عن قوله تعالى: (والسابقون السابقون أولئك المقربون)
فقال:
قال لي جبريل: ذلك علي وشيعته هم السابقون إلى الجنة المقربون من الله لكرامته).
ولما كانت الأحاديث التي ربطت الآية بعلي (ع) وشيعته، وبعد أن تواترت
واستعصى تكذيبها، لما كان رواتها من فطاحل أهل السنة والجماعة، حاول ابن
حجر - في صواعقه المحرقة - أن يفلسفها ويخنقها بترهاته المعهودة، قائلا:
عن علي (ع) فقال، قال (ع): إن خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله قال يا
علي إنك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين ويقدم عليه عدوك غضابا
مقمعين، ثم جمع علي يديه إلى عنقه يريهم الاقحام قال - بن حجر - وشيعته هم
أهل السنة ولا تتوهم الرافضة، والشيعة قبحهم الله).
____________
(13) - الدر المنثور - السيوطي -.
(14) - نفس المصدر السابق.